فصل: بَاب إكرام الْكَبِير وتوقيره وتقديمه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب الزِّيَارَة كل يَوْم:

البُخَارِيّ: حَدثنِي إِبْرَاهِيم، أَنا هِشَام، عَن معمر، وَقَالَ اللَّيْث: حَدثنِي عقيل، قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير، أَن عَائِشَة قَالَت: «لم أَعقل أبواي إِلَّا وهما يدينان الدَّين، وَلم يمر علينا يَوْم إِلَّا يأتينا فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طرفِي النَّهَار بكرَة وعشياً...» وَذكر الحَدِيث.

.بَاب فضل الزِّيَارَة فِي الله:

مَالك: عَن أبي حَازِم بن دِينَار، عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن معَاذ- سمعته مِنْهُ- قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «قَالَ الله- تبَارك وَتَعَالَى-: وَجَبت محبتي للمتحابين فِي، والمتجالسين فِي، والمتباذلين فِي، والمتزاورين فِي».

.بَاب إكرام الزائر وَمن ألقِي لَهُ وسَادَة:

البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن شاهين الوَاسِطِيّ، ثَنَا خَالِد بن عبد الله، عَن خَالِد خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة قَالَ: حَدثنِي أَبُو الْمليح قَالَ: «دخلت مَعَ أَبِيك على عبد الله بن عَمْرو، فحدثنا أَن رَسُول الله ذكر لَهُ صومي، فَدخل عَليّ فألقيت لَهُ وسَادَة من أَدَم حشوها لِيف، فَجَلَسَ على الأَرْض، فَصَارَت الوسادة بيني وَبَينه، فَقَالَ: أما يَكْفِيك من كل شهر ثَلَاثَة أيام...» وَذكر الحَدِيث.

.بَاب قَول مرْحَبًا:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عمرَان بن ميسرَة، ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا أَبُو التياح، عَن أبي جَمْرَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «لما قدم وَفد عبد الْقَيْس على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مرْحَبًا بالوفد الَّذين جَاءُوا غير خزايا وَلَا ندامى. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّا حَيّ من ربيعَة وبيننا وَبَيْنك مُضر، وَإِنَّا لَا نصل إِلَيْك إِلَّا فِي الشَّهْر الْحَرَام، فمرنا بِأَمْر فصل ندخل بِهِ الْجنَّة، وندعو بِهِ من وَرَاءَنَا. فَقَالَ: أَربع وَأَرْبع: أقِيمُوا الصَّلَاة، وَآتوا الزَّكَاة، وصوموا رَمَضَان، وأعطوا خمس مَا غَنِمْتُم، وَلَا تشْربُوا فِي الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفت».

.بَاب فدَاك أبي:

البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن سُفْيَان، حَدثنِي سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الله بن شَدَّاد، عَن عَليّ قَالَ: «مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفْدي أحدا غير سعد يَقُول: ارْمِ، فدَاك أبي وَأمي. أَظُنهُ يَوْم أحد».

.بَاب لبيْك وَسَعْديك:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَبدة بن عبد الله الصفار، عَن مُحَمَّد بن بشر، ثَنَا زَكَرِيَّا بْن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنِي سماك بن حَرْب، عَن مُحَمَّد بن حَاطِب قَالَ: «تناولت قدرا كَانَ لي، فاحترقت يَدي، فَانْطَلَقت بِي أُمِّي إِلَى رجل جَالس فِي الْجَبانَة، فَقَالَت لَهُ: يَا رَسُول الله. قَالَ: لبيْك وَسَعْديك. ثمَّ أدنتني مِنْهُ فَجعل يتفل وَيتَكَلَّم بِكَلَام مَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَسَأَلت أُمِّي بعد ذَلِك مَا كَانَ يَقُول؟ قَالَت: كَانَ يَقُول: أذهب الْبَأْس رب النَّاس، اشف أَنْت الشافي، لَا شافي إِلَّا أَنْت».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد.
وثنا مُسلم، ثَنَا هِشَام، جَمِيعًا عَن حَمَّاد- يَعْنِي: ابْن أبي سُلَيْمَان- عَن زيد بن وهب، عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَا ذَر. قلت: لبيْك وَسَعْديك يَا رَسُول الله، وَأَنا فداؤك».

.بَاب إطْعَام الزائر:

البُخَارِيّ: حَدثنِي مُحَمَّد بن سَلام، أَنا عبد الْوَهَّاب، عَن خَالِد الْحذاء، عَن أنس بن سِيرِين، عَن أنس بن مَالك «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار أهل بَيت من الْأَنْصَار، فَطَعِمَ عِنْدهم، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج أَمر بمَكَان من الْبَيْت فنضح لَهُ على بِسَاط، فصلى عَلَيْهِ ودعا لَهُم».
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك، ثَنَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزور الْأَنْصَار، فَإِذا جَاءَ إِلَى دور الْأَنْصَار، جَاءَ صبيان الْأَنْصَار حوله، فيدعو لَهُم، وَيمْسَح رُءُوسهم وَيسلم عَلَيْهِم، فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاب سعد، فَسلم عَلَيْهِم، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله. فَرد سعد، فَلم يسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سلم ثَلَاث مَرَّات، وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يزِيد على ثَلَاث تسليمات، فَإِن فَإِذن أذن لَهُ وإِلَّا انْصَرف، فَرجع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخرج سعد مبادراً، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا سلمت تَسْلِيمَة إِلَّا سَمعتهَا ورددتها عَلَيْك، وَلَكِن أردْت أَن تكْثر علينا من السَّلَام وَالرَّحْمَة، ادخل يَا رَسُول الله. فَدخل فَجَلَسَ، فَقرب إِلَيْهِ سعد طَعَاما، فَأصَاب مِنْهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَرَادَ أَن ينْصَرف قَالَ: أكل طَعَامكُمْ الْأَبْرَار، وَأفْطر عنْدكُمْ الصائمون، وصلت عَلَيْكُم الْمَلَائِكَة».
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَمعمر، عَن ثَابت، عَن أنس.

.بَاب من زار قوما فَقَالَ عِنْدهم:

البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، حَدثنِي أبي، عَن ثُمَامَة «أن أم سليم كَانَت تبسط للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نطعاً فيقيل عِنْدهَا على ذَلِك النطع، قَالَ: فَإِذا قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذت من عرقه وشعره فجمعته فِي قَارُورَة، ثمَّ جعلته فِي سك، قَالَ: فَلَمَّا حضر أنس بن مَالك الْوَفَاة أوصى إِلَى أَن يَجْعَل فِي حنوطه من ذَلِك السك، قَالَ: فَجعل فِي حنوطه».

.بَاب الْخُرُوج مَعَ الزائر:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَهِشَام أَبُو مَرْوَان الْمَعْنى، قَالَ مُحَمَّد بن الْمثنى: ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: سَمِعت يحيى بن أبي كثير يَقُول: حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة، عَن قيس بن سعد قَالَ: «زارنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي منزلنا، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله. قَالَ: فَرد سعد ردا خفِيا، قَالَ قيس: فَقلت: أَلا تَأذن لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: ذره يكثر علينا من السَّلَام. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله. فَرد سعد ردا خفِيا ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله. ثمَّ رَجَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتبعهُ سعد فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت أسمع تسليمك وأرد عَلَيْهِ ردا خَفِيفا؛ لتكثر علينا من السَّلَام. قَالَ: فَانْصَرف مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأمر لَهُ سعد بِغسْل فاغتسل، ثمَّ نَاوَلَهُ ملحفة مصبوغة بزعفران أَو ورس، فَاشْتَمَلَ بهَا ثمَّ رفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُول: اللَّهُمَّ اجْعَل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبَادَة. قَالَ: ثمَّ أصَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطَّعَام، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَاف قرب لَهُ سعد حمارا قد وطأ عَلَيْهِ بقطيفة، فَركب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سعد: يَا قيس، اصحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ قيس: فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اركب. فأبيت، ثمَّ قَالَ: إِمَّا أَن تركب وَإِمَّا أَن تَنْصَرِف. قَالَ: فَانْصَرَفت».
قَالَ هِشَام أَبُو مَرْوَان: عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أسعد بن زُرَارَة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ عمر بن عبد الْوَاحِد وَابْن سَمَّاعَة، عَن الْأَوْزَاعِيّ مُرْسلا.

.بَاب إكرام الْكَبِير وتوقيره وتقديمه:

الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن اللَّيْث، ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا قيس، عَن نسير بن ذعلوق، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله قَالَ: «لَيْسَ منا من لم يوقر كَبِيرنَا، وَيرْحَم صَغِيرنَا».
قَالَ أَبُو بكر: وَلَا نعلم أسْند نسير بن ذعلوق عَن عِكْرِمَة غير هَذَا الحَدِيث.
مُسلم: ثَنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي، أَخْبرنِي أبي، قَالَ: ثَنَا صَخْر- يَعْنِي: ابْن جوَيْرِية- عَن نَافِع، أَن عبد الله بن عمر حَدثهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرَانِي فِي الْمَنَام أتسوك بسواك، فجذبني رجلَانِ أَحدهمَا أكبر من الآخر، فناولت السِّوَاك الْأَصْغَر مِنْهُمَا، فَقيل لي: كبر. فَدَفَعته إِلَى الْأَكْبَر».
البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن يحيى بن سعيد، عَن بشير بن يسَار مولى الْأَنْصَار، عَن رَافع بن خديج وَسَهل بن أبي حثْمَة فِي حَدِيث ذكره قَالَ: «فجَاء عبد الرَّحْمَن بن سهل وحويصة ومحيصة ابْنا مَسْعُود إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتكلموا فِي أَمر صَاحبهمْ، فَبَدَأَ عبد الرَّحْمَن- وَكَانَ أَصْغَر الْقَوْم- فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كبر الْكبر- قَالَ يحيى: يَعْنِي: ليلِي الْكَلَام الْأَكْبَر- فتكلموا فِي أَمر صَاحبهمْ...» وَذكر بَاقِي الحَدِيث.

.بَاب صُحْبَة الصَّالِحين ومجالستهم:

الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن هياج وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة- وَاللَّفْظ لمُحَمد- قَالَا: ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، ثَنَا مبارك بن حسان، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «قيل: يَا رَسُول الله، أَي جلسائنا خير؟ قَالَ: من ذكركُمْ بِاللَّه رُؤْيَته، وزادكم فِي علمه مَنْطِقه، وَذكر بِالآخِرَة عمله».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ عَن عَطاء إِلَّا مبارك بن حسان، وَهُوَ رجل من أهل الْبَصْرَة مَشْهُور.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا أَبُو عَامر وَأَبُو دَاوُد قَالَا: ثَنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد، حَدثنِي مُوسَى بن وردان، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرجل على دين خَلِيله، فَلْينْظر أحدكُم من يخالل».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.
الْبَزَّار: حَدثنَا عمر بن الْخطاب، ثَنَا أصبغ بن الْفرج، عَن أبي صَخْر، عَن أبي حَازِم، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤمن يألف، وَلَا خير فِيمَن لَا يألف وَلَا يؤلف».
رَوَاهُ مُصعب بن ثَابت، عَن أبي حَازِم، عَن سهل بن سعد.

.بَاب مثل الجليس الصَّالح والجليس السوء:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن بريد بن عبد الله، عَن جده، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وثنا مُحَمَّد بن الْعَلَاء- وَاللَّفْظ لَهُ- ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مثل الجليس الصَّالح والجليس السوء، كحامل الْمسك ونافخ الْكِير؛ فحامل الْمسك: إِمَّا أَن يحذيك، وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبَة، ونافخ الْكِير: إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك، وَإِمَّا أَن تَجِد ريحًا خبيثة».

.بَاب سَعَة الْمجَالِس:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا القعْنبِي، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي، عَن عبد الرَّحْمَن بْن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «خير الْمجَالِس أوسعها».
قَالَ أَبُو دَاوُد: هُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ.

.بَاب النَّهْي أَن يُقيم الرجل الرجل من مَجْلِسه:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن بشر وَأَبُو أُسَامَة وَابْن نمير قَالُوا: ثَنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُقيم الرجل الرجل من مَقْعَده، ثمَّ يجلس فِيهِ، وَلَكِن تَفَسَّحُوا وتوسعوا».
وَلمُسلم فِي بعض أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث: «لَا يُقيم أحدكُم أَخَاهُ ثمَّ يجلس فِي مَجْلِسه».
وَله من طَرِيق أبي الزبير، عَن جَابر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ يَوْم الْجُمُعَة، ثمَّ يُخَالف إِلَى مَقْعَده فيقعد فِيهِ».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن غنْدر، عَن شُعْبَة، عَن عقيل بن طَلْحَة، سَمِعت أَبَا الخصيب قَالَ: «كنت قَاعِدا، فجَاء ابْن عمر، فَقَامَ رجل من مَجْلِسه، فَلم يجلس فِيهِ وَقعد فِي مَكَان آخر، فَقَالَ الرجل: مَا كَانَ عَلَيْك مَا قعدت؟ فَقَالَ: لم أكن لأقعد مَقْعَدك وَلَا مقْعد غَيْرك، بعد شَيْء شهدته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله فَقَامَ لَهُ رجل من مَجْلِسه، فَذهب ليجلس فِيهِ، فَنَهَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
أَبُو الخصيب اسْمه زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن، لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا عقيل بن طَلْحَة، وَعقيل ثِقَة مَشْهُور.